السبت، 21 مارس 2015

لاعليكم من عباد الخصومة؛ اعبدوا الله وحده

تدبر الحق والصبر في ايات القران للباحث والمفكّر الاسلامي أ حسن بن فرحان المالكي.

 لاعليكم من عباد الخصومة؛ اعبدوا الله وحده؛ واطلبوا منه أن يعينكم على أمرين: الحق والتواصي به؛ الصبر والتواصي به؛ ففيهما النجاة.
اقرأ سورة العصر:  
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [ألعصر]
اصبر ولا تطع من امتلأ قلبه بغير الله؛ لا تطع من يغتر بالدنيا وكان امره فرطاً؛ فلا زمام ولا خطام في قول أو فعل.
اقرأ :
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ( هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)} ( [ألكهف]

لا تبالي بالذي يكفر ببعض الكتاب ويؤمن ببعض؛ ولا تطع المنافقين؛ دع اذاهم؛ لا تجاريهم فيه؛  ابقٓ ثابتاً ولا يستفزوك
 {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)} [ألأحزاب]
أصبر؛ ولا تطع المكذبين؛ الذين يكذّبون بالصدق إذ جاءهم؛ لا تهتم بتكذبيهم؛ ليس عليك هداهم؛ قد كُذِّب الأنبياء وحقهم أوضح:
{ فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)} [ألقلم]

اصبر؛ ولا تطع كل حلاف مهين؛ فكثرة حلفه تدل على هوانه؛ ومن دلائل هوانه تلك النميمة؛ ومنع الخير؛  والاعتداء؛ واكتساب الإثم دائماً.
ابق مع الله؛ اصبر لحكم ربك؛ فله في عباده سنته تمحيصه وابتلاؤه ليميز الخبيث من الطيب؛ لا تطع الآثم؛ ولا الكفور= المبالغ في رد الواضحات :
{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)} [ألإنسان]
ملحوظة:
الكافر غير الكفور؛الكفور صيغة مبالغة من الكفر؛ أي شديد الجحود والمكابرة؛ هذا قد يؤثر في الناس؛ فالله يقول لك : لا تطعه؛ لا يهزك كفوره؛ ما يقولون قد يهزك لكثرته وفحشه وتناقلهم له؛ لاتضعف؛ اصبر على ما يقولون بالباطل؛ فقد قيل في الانبياء من قبل:
{وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)} [ألمزّمّل]
اجعل صبرك لله؛ بمعنى اصبر لأن الله أمرك به وليس لانك ضعيف؛ ادرأ بالحسنة سيئاتهم ابتغاء وجه الله حتى تكون لك العاقبة:
{ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)} [ألرعد]
اصبر ابتغاء وجه الله حتى تستحق المجازاة بأحسن ما كنت تعمله؛ الصبر صعب؛ لكنه يحفظ لك أحسن أعمالك؛ فلا تفسدها بتركه:  
{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)} [ألنحل]
قد تلبث عمراً طويلاً وأنت محل سخريتهم حتى ينسون الله وهم يسخرون؛ ويضحكون منك؛ لا بأس؛ اقرأ نتيجة صبرك وسخريتهم هنا:
{ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)} [ألمؤمنون]
الصبر جماع الخير كله؛ انظر كيف جمع الله هذه الصفات والأعمال في الصبر؛ حاسب نفسك بها؛ وتذكر أنه لا يحفظها إلا الصبر!
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)} [ألفرقان]
أهم صفة في هذه الأعمال تستطيع معرفة نفسك بها هي:
{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿٧٣﴾} [ألفرقان]
هذه تحتاج لصبر عظيم؛ وهي مفتاح؛ هل تريد أن يؤتيك الله أجرك مرتين؟؟
إذاً فعليك بالصبر؛وسيؤتيك الأجر مرتين؛ مرة على قولك الحق؛ومرة على الصبر على أذاهم:
 {وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (54)} [ألقصص]
وإذا أردت أن تعرف صفة الصبر الذي به يؤتيك الله أجرك مرتين فأكمل قراءة الآيات! وستعرف ما إذا كانت هذه صفتك أم لا؛ وستعرف خصومك أيضاً!
لأولياء الشيطان صبر مضاد (واصبروا على آلهتكم)! وحجتهم: ما سمعنا بهذا! فبرهانهم العظيم أنهم ما سمعوا هذا من قبل!
{ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ(5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) } [ص]
لن تستلذ بالقرآن وتتفتح لك أسراره حتى تشارك الأنبياء في همومهم نتيجة ما جرى لهم من استضعاف وأذى وتكذيب.. الخ
هنا تجد القرآن يتحدث عنك وعنهم!
                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق