الخميس، 19 مارس 2015

رحمة الله وسعت كل شيء.

تغريدات فضيلة الشيخ المفكر الاسلامي أ. حسن بن فرحان المالكي حول رحمة الله وإشتراطات الخبلان عليها.


رحمة الله ليست سعودية ولا ايرانية؛ ولا عراقية الخ؛ ليست سنية ولا شيعية؛ رحمة الله ليس لها جنسية ولا مذهب؛ هي لله؛ ويعلم من يستحقها من عباده.
عندما يشتعل مجتمع كامل؛ أو مذهب؛ لأنك ترحمت على متوفى فهذا يدل على ضيقه هو وليس على ضيق رحمة الله؛ فرحمة الله واسعة؛ وهي مستعصية على التجنيس!
رحمة الله ليست لك ولا لي؛ انت ادعُ بالرحمة لكل متوفى ترجح أن حسناته أكثر من سيئاته؛ لا يشترط الله ألا تدعو بها إلا لمعصوم أو لسعودي او سلفي الخ؛ رحمة الله لا تقبل التملك والبيع والشراء والسعوَدة؛ نعم تحفظ أنت في إطلاقها كما تشاء؛ لكن لا تحتكرها؛ هي ليست من أملاكك الخاصة؛ هي لله.
لك الحرية ألا تترحم على مختلف عنك دينياً أو مذهبياً أو سياسياً؛ لكن آخرين يترحمون على المختلف عنهم حتى دينياً؛ كغاندي مثلا؛ ويش دخلك انت؟
إذا أنت لا تترحم إلا على المتفق معك مذهبياً وسياسياً فلا تظن أن الآخر كذلك؛ فإذا وجدته ترحم على غاندي فلا تقل إنه أصبح هندوسياً!  فتصبح خبلاً.
لا يجب على صاحبك أن ينزل من عقله لخبالتك؛ ومن سعة إسلامه لضيق مذهبك؛ ولا من رجائه بالله إلى تأليك عليه؛ وإنما الواجب العكس؛ اصعد أنت؛ ارتق!
نعم، يحرم إطلاق الترحم على من تعرف يقيناً أن الله يبغضه؛ كفرعون؛ أو جاء نص تؤمن بصحته يذكر أنه في النار أو من أهلها؛ أما ما دون ذلك فالأمر واسع؛
أيضاً عندما تترحم على شخص لا يشترط ألا تكون له زلة قلم أو زلة قدم؛ هل انت بلا زلات لسان حتى تقول لا يجوز الترحم على صاحب زلة؟!
وعندما تترحم على شخص لا يشترط أن تحيط بكل شاردة وواردة قالها؛ ولا أن تذكر أخطاءه؛ ولو تركنا الترحم على من له مناكفات لسانية لما بقي أحد!
أيضاً من افترض في المتوفى أموراً مخيفة له يفترضها نتيجة هلع وخوف فقط فأنت لست ملزماً بهلعه ولا خوفه؛ ولا تصديق ما يتوقعه بناء على هذا الهلع؛ ثقافة الخوف الشديد والهلع الدائم ثقافة ليست حميدة؛ هي مرض؛ فمن وجد نفسه على خوف مزمن فليتعالج ولا يكلف الآخرين مراعاة هذا الخوف الطفولي؛ أيضاً الموت له حقوقه! فإذا توفي مسلم ثم نبهك صاحبك لكلمة قالها فهذا لا يمنع العزاء وذكر محاسنه وتناسي تلك الكلمة التي قالها عمرو بن كلثوم!
المشكلة في الازدواجية؛ ليس لهم معيار ثابت؛ هم مع كل متوفي حجة؛ دوخونا! فإذا مات مجرم يحبونه قالوا لعله تاب؛ واذا مات مؤمن يكرهونه؛ قالوا له زلة!

أيضاً يقولون ما المشكلة في الترحم على متوفى؛ المشكلة في تلميعك وتنجيدك! وأنت لم تلمع ولم تنجد ولم تسمكر؛ وإنما قلتٓ هذه السيارة وسط؛ فيها وفيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق