الأحد، 13 أغسطس 2017

#دوله_الغلاه_الخفيه - جزئين - أ. حسن بن فرحان المالكي.

# دوله_الغلاه_الخفيه

- لماذا لا يتوب الغلاة؟ - 

لماذا لا يتوب الغلاة ؟ هذا سؤال مطروح ؛ الجواب له أكثر وجه - بحسب المتطرف نفسه - وسنقسمن تقتحم من أقسامهم ؛ وأبرزهم قسمان:
الأول: يمنعهم من التوبة
الثاني: قوم مرتبطون بالدنيا وبأجندة مجموعة ولا يهمهم الدين.
والغلاة عندما نطلقهم يشملون كل متطرف ومن أي مذهب ، لكني أتحدث عن غلاة مذهبي السني، فأنا أعرف بهم، ثم الغلو يتشابه في السلوك العلمي والعملي، والحوار سيكون مع (الفريق العلمي من الغلاة) وليس أصحاب الدنيا والأجندات .. لأن صاحب الدنيا يكون من الأذكياء العارفين بتفاهة حجج الغلاة ..
الفريق العلمي من الغلاة غالبا يكونون شيوخا من فقهاء أو دعاة أو مؤلفين .الخ ، وهم الذين نرى منهم تائبين صادقين - وإن قلوا - وعليهم مسؤولية، فالمسؤولية تقع على المؤمن الذي يؤمن بالله واليوم الآخر ، وأما صاحب الدنيا فميؤوس منه، لأنه هدفه دنيوي، وهو يستخدم الغلاة .. ومن هنا تأتي أهمية الإيمان ، فلولا الإيمان ما فابوا ؛ فالإيمان بالله واليوم الآخر من أهم دوافع التوبة والتصحيح ؛ لكن من أين يقودهم الخلل إذاً؟
يختص بالآخرين ، ويتردد عليهم أن يكونوا متقاعدين ، ولكنهم لا يقدرون أن يقتلوا.
الجهل وحده كاف لإنتاج الغلو؛ والمشكلة هنا هي: أن الغلاة يقولون عن خصومهم هم الجهلة؛ وخصومهم يقولون عن الغلاة هم الجهلة؛ فمن يحكم؟ وكيف نعرف الصادق من الكاذب؟
الآن عندما تكون أنت ذا علم، وتلتقي مع أحد الغلاة؛ ستراه جاهلاً؛ وسيراك جاهلاً؛ والجهل من أسباب التطرف والمعصية والشرك وكل شيء؛ فكيف تتفقون؟
إذا اتهم بعض الناس بعضاً بالجهل ثم توقفوا هنا، فستتوقف بركات الأمر الإلهي حيث توقفوا، أعني؛ مثل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)؛ وسيتوقف مع توقفهم كثير من الأوامر القرآنية كالصدق والعدل والسلم ..الخ؛ فلا ينحصر الضرر بالمتوقفيين (عند الاتهامات)؛ ولكن سيتوقف القرآن أيضاً؛ فالغلاة وخصومهم - إذا اقتصروا على الاتهامات المتبادلة - فهم يتسببون في (تعطيل القرآن الكريم)، فلا اعتصام بحبل الله ولا صدق ولا عدل ..الخ؛ لذلك؛ أنا دائماً أحاول أن أخرج نفسي من إثم (تعطيل القرآن)؛ بأن أدعو مراراً وتكراراً للحوار الصادق والهادف حتى نخرج القرآن من الحبس التعطيلي؛ الغلاة هم من أكثر الناس تسبباً في تعطيل القرآن الكريم والقضاء على بركته؛ لذلك؛ القرآن اليوم لا يفيد المسلمين لأنه (معطل) والسبب الغلاة.
وإنما قلت أن السبب الغلاة لأنهم هم من يرفض الحوار؛ هم من يستبق النتائج؛ هم من يعتمد على وسائل لا تؤدي لرفع الجهل ولا الظلم ولا تفعيل القرآن؛ وإن قال الغلاة : بل أنتم من تعطلون القرآن ونحن المتمسكون به ..الخ،؛ نقول: هذه دعوانا أيضاً؛ فهل انتهى الخلاف؟ كلا؛ هو باقٍ؛ وبقاؤه تعطيل للقرآن؛ فإذا قالوا: كذبتَ؛ فالقرآن والإسلام مطبق ولم يُعطّل يوماً. يقال لهم: فأين  تنفيذ أو تطبيق أمر الله بالاعتصام بحبل الله ونبذ التفرق؟ أين؟
وهكذا؛ لو ذكرنا بقية أوامر الله بالصدق والعدل والتفكر وحرمة الكنوز والإنفاق على الفقراء ..الخ؛ كل هذه الأوامر معطلة أكثر مما هي مطبقة؛ فالغلاة يعتمدون على أنهم الأقوى حضوراً وجمهوراً والأكثر أموالاً وأولاداً... وهذه ليست برهاناً على الحق؛ فقد كانت مع كل أعداء الأنبياء..
ولذلك؛ نقول لهم بصدق: فالقرآن معطل بسببكم، ولعل أبرز أمر إلهي معطل هو (الاعتصام بحبل الله جميعاً)؛ هذا يشهد به العامة قبل الخاصة؛ أمر واقع؛ وبسبب تعطيل (الاعتصام بحبل الله) ها هم الصهاينة يعبثون وينشرون في القنوات أكثر من عبث داعش، لا يخشون حساباً ولا عقاباً؛ بسبب ماذا؟ بالتأكيد أن هناك أسباباً كثيرة؛ أولها إصرار الغلاة على تعطيل الأمر الإلهي (بالاعتصام بحبله ونبذ التفرق)؛ (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)..
الغلاة يرفضون الحوار مع كل أحد مع أكثر السنة وكل الشيعة وكل الليبراليين..الخ؛ وغالباً يستبقون النتائج بإجابات غير علمية مثل أن يقولوا: لا نتحاور مع المشركين ولا الكفار! أسلموا أولاً ثم نتحاور!
والجواب:
1- إنما نطلب الحوار لإبطال هذه الأوهام، فأنتم غلاة ونعرف أنكم ترون هذا.
2- النبي تحاور مع كفار ومشركين ويهود ومنافقين، وأنتم بهذا تزايدون على رسول الله، بل على الرسل جميعاً، وكفى بهذه ضلالة.
3- أنتم جبناء.
4- لو تحاورتم قد نثبت لكم أنكم أنتم المشركون وأنتم الكفار، ولئن تتوبوا في الدنيا خير من أن (يبدو لكم في الاخرة ما لم تكونون تحتسبون).
فما الذي أدراكم بأنكم مبرؤون من بعض الشرك والكفر والفسق والنفاق ..الخ؛ نحن نراكم مسلمين ولكم كل الحقوق، ولكن فيكم شركاً وكفراً ونفاقاً..
طبعاً الغلاة سيجعلون هذا الكلام حجة في ترك الحوار؛ لأنك تقلب عليهم الطاولة بمنهجهم؛ بالكتاب والسنة؛ وهم يحبون المدح ويعبدونه فسيرفضون.
الغلاة كان يجب أن يتواضعوا وأن يقولوا: (الأصل فينا وفيكم الإسلام، ولكننا نتحاور معكم لعل الله يهديكم على أيدينا)؛ هذه الجملة معقولة؛ أما أن يأتون بزهو وكبر ويقولون: لن نتحاور مع مشركين ولا زنادقة؛ فالواجب أن يرد لهم الصاع صاعين، بأن ما تتهموننا به نراه فيكم؛ فلابد من حوار؛ وأقولها شهادة لله.
من خلال خبرتي الطويلة بالغلاة لا أجدهم يتهمون أحداً بتهمة إلا وهي فيهم أعمق ... ولكن لا ينتبهون. ومستعد لإثبات هذا..
الغلاة ليسوا سنة ولا شيعة، ولكنهم داخل الفريقين؛ والذين أستطيع أن أتحدث عنهم بعلم وخبرة هم غلاة السنة؛ فالله يقول (ولا تقفُ ما ليس لك به علم)؛ وأقول بكل ثقة؛ الغلاة هؤلاء فيهم شرك ونفاق وكفر وإلحاد وكذب على الله ورسوله؛ ولو يناظرونني غلاتهم لاستفادوا وخرجوا من هذه الأدواء كلها؛ كما أن وقوعهم في الشرك والكفر والنفاق لا يجعلهم مشركين والا كفاراً ولا منافقين - فيه تفصيل - وإنما يبقى لهم اسم الإسلام وحقوق المسلمين؛ فالمنافقون أيام النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله، بقي لهم اسم الإسلام وحقوق المسلمين، حتى وإن كانوا في الباطن كفاراً .. وهذه قاعدة مهمة؛ وكذلك الكفار - أصحاب الكفر النسبي - الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، هم في الدنيا لهم اسم الإسلام وحقوق المسلمين؛ والكفر النسبي أخطر..
أصحاب الكفر النسبي وصفهم الله في كتابه بقوله (أؤلئك هم الكافرون حقاً)؛ كما في سورة النساء المدنية آية 151 فلماذا هم الكافرون حقاً؟ لأنهم ( يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض) فيكونون أكثر قدرة على التضليل، وعلى نشر الكذب على الله (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً)؟ فهم أخطر.
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا (150) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذابًا مُهِينًا (151)}
هذا الكفر النسبي موجود في الغلاة، وهم به من (الكافرون حقاً) عند الله، ولكنهم يبقون مسلمين من حيث التسمية والحقوق. كالمنافقين تماماً. وكذلك الشرك، هو فيهم بأنواع الخمسة عشر، إلا نوعاً واحداً؛ وهو عبادة التماثيل والأحجار؛ فهذا نعم؛ تخلصوا منه؛ أما أنواع الشرك الأخرى فموجودة؛ أنواع الشرك الأخرى المذكورة في القرآن لا تخرج المسلمن من التسمي بالإسلام ولا حقوق المسلمين؛ فيهم من أنواع الشرك 14 نوعاً من أصل 15؛ وبوضوح؛ أما التفاق فحدث لا حرج؛ فالغلاة هو نتيجة خالصة للثقافة النفاقية، وهم أيضاً لم يبحثوه من القرآن، كما لم يبحثوا معنى الشرك ولا الكفر ..الخ؛ لذلك؛ إذا اتفقنا على محاربة أصل فساد الإنسان؛ وهما الخلصتان الكبيرتان (الظالم والجهل = إنه كان ظلوماً جهولاً) فستكتشف أمراضنا بسهولة.
وحتى لا يظن بعض الناس أننا نكفرهم تكفيراً كلياً، نؤكد؛ هم مسلمون ولهم حقوق المسلمين؛ كلامنا عن أنواع الشرك والكفر التي أهملوها ووقعوا فيها؛ القرآن كله حي، لم تمت الآيات الخاصة بالكفر والشرك والنفاق ...الخ؛ ما زالت حية وموجودة في كثير من الناس الذين يدعون الإسلام؛ ولذلك يجب الحذر؛ والكفر أخطر من الشرك، لأنه عناد وجحود وتغطية ..الخ؛ كما يغطي الغلاة آيات السلم والحرية والحقوق؛ يغطونها ويصدفون عنها لأنها تخالف عقيدتهم؛ الكفر لا يغفره الله مطلقاً؛ ولو في قضية واحدة؛ كما كفر إبليس في قضية وحرمه الله كل شيء؛ أما الشرك؛ فالقدر منه فقط لا يغفر؛ ولذلك قال الله (إن الله لا يغفر أن يشرك به) ولم يقل (لمشرك به)؛ أي هذا القدر من الشرك سيقى أثره، ولا يتم تبديله إلى حسنات كسائر الذنوب في حالة التوبة؛ والدليل أن الشرك أخف من الكفر قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)؛ فالشرك خصال، أظهرها عند العامة الرياء؛ من ينجو منه؟
والخلاصة:
أن الغلاة لا يظنون أنهم وحدهم من يرون مخالفيهم مشركين وكفاراً؛ فالمعتدلون يرونهم كذلك أيضاً، لكنهم يقرون لهم بالإسلام والحقوق؛ المعتدلون منهجهم قرآني ونبوي في هذه الأمور؛ فالمنافقون كفار في الباطن، مشركون في الباطن، ولكنهم في الظاهر والحقوق مسلمين. أما الغلاة؛ فمنهجهم روائي تراثي سلطاني؛ يرون تكفير خصومهم اعتماداً على أحاديث ضعيفة وتطبيقات سلاطين ظالمين كالقسري، وليس على قرآن ولا سنة؛ لذلك؛ أرجو أن تنبهوا كل الشباب المتأثرين بالغلاة على هذه التغريدات وأشباهها؛ فهي تساعدهم على العودة للقرآن والدين الأول، وترك دين الغلاة. ويجب أن تقولوا لأؤلئك الشباب: اخرجوا من الخدعة؛ والله أنكم مخدوعون؛ وإن طابت قلوبكم؛ غلاتكم جهلة جبناء لا يواجهون ولا يشهدون لله؛ والله ما أظن أنه نصحكم مثلي؛ لا تثقوا بأنفسكم أمام ثقافة الغلاة؛ فهي ثقافة نفاقية ماكرة جداً؛ تذكروا أن من هم أفصل منكم (صحابة) قد قال الله عنهم {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة: 47]؛ اي في الصحابة (سماعون) للمنافقين، بصيغةبصيغة المبالغة؛ فهل أنتم أعلم وأعقل منهم؟
لا تظنوا وضع المنافقين كما يشرحه لكم الغلاة، بأنهم قوم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر؛ كلا؛ كانوا جمهوراً كبيراً جرئياً يأمرون بالمنكر علناً وينهون عن المعروف علناً؛ وقد استطاعوا شق الصحابة نصفين في وجود نبي وتواتر وحي، فقال الله {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}؟!
المنافقون أيام النبي كانوا في جرأة وكثرة الغلاة اليوم؛ يدعون إلى ضلالهم بثقة واطمئنان؛ ويلمزون الذين آمنوا بثقة واطمئنان؛ الخلاص منهم صعب.
ولذلك؛ أخواني الشباب؛ ستجدون الغلاة لا يستطيعون الجواب على سؤال واحد لكم؛ لا عن الله ولا في إثبات النبوات ولا في الدفع عن القرآن؛ جهلة حمقى؛ ولكنهم ما شاء الله عليهم! لا يملون في الدفاع عن رموزهم؛ كفلان وفلان .. سيدفعونكم إلى الإلحاد عندما تظنون أن القرآن نتيجته هم هؤلاء الغلاة..
نصيحتي للشباب؛ صحصحوا؛ إن لم تساعدوا أنفسكم لن يساعدكم أحد - أو لا يستطيع - أنت بين أن تكون متطرفاً أو ملحداً؛ والغلاة يدفعونك لأحد الأمرين.
وأختم؛ بأن هذه  التغريدات مناقشة لسبب واحد من أسباب تكبر الغلاة عن التوبة؛ وهو الجهل؛ هم يجهلون كل شيء، ولكنهم يظنون أنهم يعلمون كل شيء.

________________
__________________

#دوله_الغلاه_الخفيه
- الغلاة والسياسة-

يلجأ الغلاة والمتطرفين إلى المكر والخداع، فيوهمون الحكومات - وخاصة الخليجية - أنهم معها قلباً وقالباً؛ وحقيقة هم معها؛ ولكن وفق منهجهم هم لا منهجها؛ أعني أنهم يناصرونها من زاوية طائفية فقط؛ ولذلك يعادون المخالف؛ ويعادون المواطنة؛ والسلم الأهلي الخ
أذكر أيام ما يسمى بالجهاد الأفعاني، كنا نرتاح لمناصرة الحكومات (للمجاهدين الأفعان)؛ ثم ما أن تتوغل فيهم حتى تجدهم يكفرون الحكومات الداعمة!
الغلاة عندهم مقدرة على (خداع الحكومات)؛ ويمدحون ويكررون الدعاء وأن الله سيكتب لكم الأجر الخ؛ وخطاب آخر مضاد يتم تداوله على نطاق ضيق؛ ثم يتوسع
الخطاب الآخر متى نسمعه؟ نسمعه عندما يفشلون أو يتقاتلون؛ يبدؤون بالتبرير بأن الحكومات الداعمة متآمرة عليهم؛ وأنهم عملاء فسقة؛ وأنهم ضد التوحيد؛ والواقع أن الخطأ يتم من الاثنين؛ فالحكومات يرفعون الشعارات نفسها (جهاد/ تبرعات/ نشر كتب الكرامات والملائكة ..الخ) حتى يتلقن الشعب ذلك؛ ثم يكون الشعب قد تشبع بتلك الثقافات الخاطئة؛ ثم ينقلب أتباعهم مع انقلاب (المجاهدين) إذا انقلبوا؛ وينسون كل الدعم المالي والسياسي والإعلامي؛ فتشترك الحكومات - من حيث شعروا أو من حيث لا يشعرون - مع الغلاة في نشر ثقافة الغلو والتطرف والتكفير والاتهام بالعمالة والخيانة ..الخ؛ فلما تريد الحكومات التوقف وتفضيل السلم يقولون: قلنا لكم أنها حكومات عميلة خائنة خافوا المجاهدين على عروشهم ، فهم كذا وكذا.. وينتشر الخطاب؛ ثم يتحول هذا الخطاب إلى أعمال إجرامية؛ من اغتيالات وتفجيرات واستهداف رجال الأمن والأجانب الخ؛ وللأسف؛ التجارب تتكرر .. ومكر الغلاة يتواصل.
طبعاً؛ كان الواجب على الحكومات من البداية، أن تعرف عقول هؤلاء؛ أن تعرف طريقتهم؛ أن تكتشف خدعاتهم؛ أن تصحح فقههم المتطرف؛ أن وأن وأن.. لكن للأسف؛ من التصححيات الضرورية التي يجب على الحكومات تقريرها في منهاج التعليم ما يلي:
1- أن الجهاد غير القتال، فالجهاد عام (مجاهدة النفس)؛ والقتال والقتال بالسلاح.
2- أن القتال خاص بالمعتدي؛ سواء كان كافراً معتدياً أو مسلماً (باغياً) أو محارب (قاطع طريق).
3- لا يجوز قتال المسالم؛ سواء كان مسلماً أو غير مسلم؛ لا يجوز قتال المسالم من غير المسلمين؛ سواء كان سائحاً أو معاهداً أو عاملاً أو زائراً ..الخ؛ ولا يجوز قتال المسالم المسلم؛ سواء كان سنياً أو شيعياً أو صوفياً ..الخ؛ ولا يجوز حرمان المواطن من حقوق المواطنة؛ سواء كان مسيحياً أو يهوديا أو كان من أي طائفة أو مذهب أو دين.. وأن النبي صلوات الله عليه وآله جعل المسلمين واليهود والمنافقين أمة واحدة دون الناس (في وثيقة المدينة).
لابد أن تقوم الحكومات بتعليم هؤلاء وتثقيفهم بدين الله الأول؛ وأن يتركوا عبادة التراث وعبادة السلف والحلم بالخلافة الظالمة في معظم فتراتها.
4- وكان من الواجب أن تعمل الحكومات على حوار شفاف صادق بين فئات المجتمع، وألا تترك للغلاة الانفراد بمفاصل الفكر؛ كالتعليم والخطابة ..الخ.
5- وكان من الواجب أيضاً على الحكومات أن تدخل مواد عالمية ضرورية لمناهج التعليم، كالمنطق والفلسفة والحفريات اللغوية في مباحث الألفاظ ودلالاتها.
6- مسؤولية الحكومات هو هذا المواطن، حقوقه وكرامته وفرصه بصفته مواطن، وأن تجرم كل من يؤدي فكره إلى تفريق أو تحريض أو إقصاء. فالمواطنة حق مقدس.
7- ومن واجب الحكومات أيضاً حماية حرية التفكير والتعبير وفق قواعد الفكر المعروفة عالمياً ، من صدق وموضوعية وبحث.
قوانين الفكر في الدنيا معروفة.
8- أيضاً من واجبات الحكومات، ترشيد الخطاب المنبري، وأن يكون وفق غايات الدين الجامعة غير المفرقة، وأن يتم تجنب التحريض والدعاء على المسالمين.
9- أيضاً حسن اختيار الخطباء الإنسانيين، الذين يحبون الخير للإنسان أياً كان، وليثقفوا الناس بإنسانية هذا الدين وجماله، لا أن ينفروهم منه.
10- وتستطيع الحكومات الضغط على الجماعات المتطرفة لضرورة نقد التراث وفتح كراسي في الجامعات لنقد التطرف والغلو والشهادة لله وليس للمذاهب .
وهكذا أشياء كثيرة كان على الحكومات ان تعاكس الغلاة ولا تأبه بتخويفاتهم ولا تخريفاتهم ولا تعصبهم؛ يجب اطرهم على الكتاب المبين والسنة الجامعة. والان الغلاة يكررون ويدغدغون الحكومات بأننا جنودكم ودعاتكم؛  وأن بقية المواطنين والتيارات معقودة قلوبهم ضدكم؛ وأن ولاءهم لغيركم؛ وأن وأن الخ.
هذا الكلام الصادر منهم أقل ما يقال عنه أنه (عيب)؛ (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)؛ ليس البراهين المفتراة والكيدية؛ وإنما واجهوا من تتهمونهم؛ واجههوهم علناً إن كنتم واثقين من تحريضاتكم عليهم؛ ولو في حوارات سرية ترعاها الحكومات؛ ويكون فيها ممثلون عنهم؛ لتكن الحكومات في الصورة كاملة.
وقديماً قيل (إذا أتاك من يشتكي خصمه وقد فقئت عينه، فلا تحكم حتى يحضر خصمه، فربما تكون عيناه الاثنتين قد فقئتا)؛ هذا هو العدل الفطري البسيط؛ أعرف من يتلطى بالحكومات وينطق باسمها - وربما قد يحسن به الظن - وهو يحرض على فئات من المواطنين؛ ولا يعترف بوطن ولا مواطنين؛ ويرى هذا من الشرك !!
والغريب أن بعض هؤلاء الغلاة الناطقين باسم الحكومات دون تكليف منها، يكونون من أسفه الناس بذاءة ومن أشدهم تطرفاً، ومن أسباب انتشار سوء الظن. لذلك؛ نصيحتي أن يتم العمل الجاد على معرفة من يضر الوطن ومن لا يضره؛ والتفريق بين الرأي والتحريض؛ وبين الفكر والجناية؛ كسائر دول العالم المتطورة؛ القطعيات الوطنية واضحة في أنظمة الحكم والدساتير المعلنة؛ الأمر يحتاج لتثقيف الغلاة بها - طوعاً أو كرهاً - حتى يعلموها؛ ثم بعد ذلك تتم المحاسبة.
وإذا زعم بعض الغلاة بأن فلاناً يخالف المادة الفلانية؛ فلتتحققوا من الأمر وستجدون الغلاة قد خالفوا عشراً من المواد واخطؤوا في فهم تلك المادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق