السبت، 12 أغسطس 2017

المستقلة والحامدي والصحابة ! أ. حسن بن فرحان المالكي.

المستقلة والحامدي والصحابة        

رد عليّ محمد الهاشمي الحامدي بأنه فتح القناة ضد الذين يطعنون في الصحابة ويبغضونهم ...الخ بمعناه؛ وهذه مغالطة!
أولاً: لأن الحق في موضوع الصحابة هو التفصيل؛ فالله قد ذكر أن فيهم الخبيث والطيب.
ثانياً: أنه عبر قناته حرض على الصوفية وهم يعظمون كل الصحابة.
ثالثاً: أنه رفض تلاوة الآيات في ذم اليهود والنصارى (فئات منهم طبعاً، فليسوا سواء).
رابعاً: أنه جلب أكثر الناس عداوة وبغضاء وأحقاداً ..الخ.
خامساً: أنه يضيق على أصحاب العقول ويترك لهؤلاء الأغنام مهاجمتهم والطعن في دينهم حتى يظن العامة أن الأحرص هو الأكثر طعناً في دين الغير؛ ومثلما رفض الهاشمي الآيات في ذم (بعض اليهود والنصارى) فقد رفض الآيات في ذم (بعض الصحابة)؛ وأصر على تعميم المدح على الصحابة واليهود والنصارى؛ منهج الحامدي ومستقلته غير علمي أبداً؛ تجده يرفع قولاً عاماً لابن تيمية على أقوال الله في القرآن الكريم؛ ينتقي من القرآن ويجمع من ابن تيمية؛ فالأولى أن يكون منهج الحامدي هو بحث (موضوع الصحابة) في الكتاب والسنة والتاريخ، وهل فيهم الخبيث والطيب كما ذكر الله أم أن العرعور أصوب.
الهاشمي لم يكن علمياً في مناقشة موضوع الصحابة؛ وتسبب في ترجيح آراء الغلاة على تفصيل القرآن الكريم؛ كما قلت لكم؛ الله عنده صغير جداً..
ومن التفصيل قوله تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)؛ هذه الآية من التفصيل القرآني؛ والتفصيل مقدم على الإجمال كما عند كل أصحاب الأصول والمنطق.. هو يعرف هذا؛  لكن؛ لأنه يريد التوظيف وتوسيع الشقاق؛ لذلك؛ لم يخرج برنامجه وفق القرآن (الذي فيه التفصيل)؛ وإنما خرج بنصرة تطرف ابن تيمية والعرعور والبلوشي وأمثالهم؛ وقطعاً أن هذا سيؤجج الخلاف.
كنا نطمع أن تخرج لنا المستقلة رأياً وسطاً، بين تطرف الشيعة في الذم وتطرف السلفية في تعميم الثناء؛ لكن الهاشمي ربما كان قد استلم العربون؛ هذا العربون ضرب به تفصيل القرآن؛ ضرب به السنة المفصلة أيضاً (ومنها  أصحابي أصجابي ...إنم لا تدري ما أحدثوا بعدك)؛ وضرب التاريخ والعقل الخ؛ ليس صحيحاً أن العيب فقط في الذين يذمون الصحابة؛ بل أيضاً في الذين يمدحون البغاة ودعاة النار والذين أحدثوا بعده - كلها نصوص .
العربون يعمي؛ فالهاشمي يصر على أنه يريد إسقاط ( الذين يبغضون الصحابة)!! ليس بالضرورة أن يكون المصيب من يحبهم أو يبغضهم؛ قد يكون الصواب بينهما أوفوقهما؛ الهاشمي حدد النتائج مسبقاً، وهذا عيب في البحث العلمي؛ ثم دعاة النار والبغاة كانوا يبغضون فضلاء الصحابة ويلعنونهم، لكنه لم يمسهم بحرف!
عربون.
صحيح أن هناك آيات كريمة في الثناء على الذين آمنوا في عهد النبي = الصحابة؛ لكن أيضاً هناك آيات في ذمهم أيضاً؛ فإيش الحل؟

لابد من فهم الخطاب؛ ليس الحل بالانتصار لآيات الثناء فقط؛ ولا الانتصار لآيات الذم فقط؛ كلا كلا؛ يجب الإيمان بالقرآن كله ، فكله نزل من عند الله؛ لكن ما المنهج؟ المنهج أمليناه له إملاءً في أكثر من اتصال  ونصيحة؛ قلنا يا أخانا الكريم؛ اجمعوا هذه الآيات وهذه الآيات؛ خذوا تفصيل القرآن؛ اجمعوا بين الآيات؛ لو فعل الهاشمي لأصلح بين السنة والشيعة؛ ولأخرج لنا نظرية معتدلة عقلانية بأن فيهم وفيهم؛ كل ألوان الطيف موجودة؛ وعليها أدلة القرآن والسنة.. نعم هناك آيات في الثناء على بعض الصحابة لا كلهم؛ يجب الإيمان بها وبشروطها وقيودها ..الخ؛ وهناك ذم يجب إنزاله في مستحقيه فقط؛ الأمر سهل جداً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق