الأربعاء، 16 أغسطس 2017

رد على السيد فرقد القزويني. - أ.حسن فرحان المالكي. @HsnFrhanALmalki

رد على السيد فرقد القزويني.
السيد فرقد القزويني له تحقيقات تجديدية، وخاصة فيما يخض المواقيت والنسيء والتاريخ الهجري، إشكالي في موضوع آخر؛ هو ما استنتجه من تفسيره لبعض الآيات أن للنبي صلوات الله عليه وآله عم واحد فقط،  وهذا خلاف ما تواتر في التاريخ؛ ولا تفيده الآية التي استدل بها.
الآية التي استدل بها السيد فرقد هي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ..... الآية} [الأحزاب: 50]
فهو يقول : أن الله ذكر عماً واحداً؛ لا أعماماً؛ وخالاً واحداً؛ لا أخوالاً.
والجواب: الجواب موجود في قوله تعالى (اللاتي هاجرن معك)؛ فهذه الجملة الموصولة تعود على ما سبق من بنات العم والخال والعمات والخالات، نعيد الشاهد:
(وَبَنَاتِ عَمِّكَ..
وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ..
 وَبَنَاتِ خَالِكَ..
وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ..
 اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ }
أي مما سبق.
والآية تفيد أنه لم يهاجر إلا بنات عم واحد وبنات خال واحد؛ أما العمات والخالات فهاجر من بناتهن كثير؛ فقوله (اللاتي هاجرن معك) صلة لكل ما سبق؛ وبهذا لا ننفي عمومة حمزة والعباس والحارث والزبير وأبي لهب وغيرهم للنبي صلوات الله عليه وآله، لكن لم يهاجر من بناتهم أحد،  وخاصة زمن السورة؛ ولعل أبا طالب هو العم الوحيد من حيث هجرة بناته مع النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله، وقد هاجرت زوجة أبي طالب فاطمة بنت أسد أيضاً.
وقد يكون بعض بنات أبي طالب هاجرن مع علي وأمهن فاطمة بنت أسد، وبقيت أخريات بمكة، وهذا سهل، يبقى تحت التحقيق.
وهناك احتمال أقل؛ أن يكون العم المذكور في الآية هو الزبير بن عبد المطلب؛ فمن بناته ضباعة وأم الحكم وصفية وأم الزبير؛ أربعتهن بنات الزبير، وهجرتهن تحتاج لتحقيق.
أما بقية أعمام النبي؛ فلم يكن لهم بنات مهاجرات؛ باستثناء ابنة لحمزة؛ هاجرت بعد الحديبية، ولكن لا تحل للنبي؛ لأن النبي أخو حمزة من الرضاعة. وهنا لابد من توفر شرطين في بنات عم النبي اللاتي هاجرن:
1- أن يكنّ من المهاجرات قبل الحديبية (وهي الهجرة الشرعية).
2- ألا يكن متزوجات.
والخلاف ينحصر في اثنين من أعمام النبي (أبو طالب والزبير)؛ أحدهما هو المقصود في الآية؛ إذا سلمنا بأن اللفظ المفرد (عمك) لا يراد به الجنس.
ملحوظة :

الزبير بن عبد المطلب هو غير الزبير بن العوام؛ فالأول عم النبي هاشمي؛ والثاني صحابي أسدي = أسد قريش؛ فلا تخلطوا بينهما.

هناك 3 تعليقات:

  1. احترامي الكبير للمفكر المعتدل لماذا لايكون المقصود ببنات خالاتك اللاتي هاجر كونهن كثر وقصد المهاجرات فقط والا سوف نرجع لنفس اشكال الوضوء في الاية الكريمة هذا من جهة ومن جهة اخرى كنت اتمنى ان اسمع رئيك ببحوث مهمة تخص الاسلام والمسلمين من من بحوث السيد الاستاذ فرقد الحسيني القزويني تحياتي لك وبارك الله بك عبد العزيز من العراق

    ردحذف
  2. الجواب على ذلك من جهتين ، الأولى : أنّ قوله تعالى ((أحللنا لك )) يقتضي ذكر جميع بنات الأعمام وبنات الأخوال ، سواء أهاجرن أم لم يهاجرن ، لأن الحلّيّة تشمل جميع بنات العمّ ، كما شملت جميع بنات العمّات ، بدلالة العطف في الآية الكريمة ، ثمّ يأتي التخصيص ، ولا سيّما أنّ الباحث يعتقد بأنّ الاسم الموصول وصفٌ يخصّص بناتِ عمٍّ واحد ، وبناتِ خالٍ واحد ، فلو كان التخصيص مستفاداً قبل الوصف ، أي من قوله (( بنات عمك ... بنات خالك )) ، فما فائدة الوصف بعد ذلك ؟ هذا من جهة ، ومن جهةٍ أخرى ، إنّ قوله ((بنات عمّك اللاتي هاجرنَ)) تبعاً لفهم المحتجّ ، لا يعني وجود بنات أعمام آخرين لم يُهاجِرنَ ، بل يعني وجود بناتٍ أُخرياتٍ للعمّ نفسه ، لم يُهاجِرنَ ، إذا سلّمنا أنّ الموصول وصفٌ لبنات العمّ أيضاً ، وبنات الخال ، ففهمُ أنّ للنبيّ بناتٍ مهاجراتٍ من عمٍّ واحدٍ ، وبنات مهاجراتٍ من خالٍ واحدٍ ، ليسَ مستفاداً من الوصف (( اللاتي هاجرنَ )) ، بل مستفادٌ من الإضافة ، إضافة البنات إلى المفرد: بنات عمّك ، بنات خالك ، لأنك إذا حذفت الموصول الوصف ، بقي المعنى المزعوم .
    بعبارةٍ أخرى : إذا قابلنا بين الجملتين : بنات عمّك اللاتي هاجرن َ ، و بنات أعمامكَ اللاتي هاجرنَ ، فإنّه يخرج من الهجرة في الجملة الأولى بناتٌ للعمّ نفسه ، وفي الجملة الثانية بناتٌ من أعمام آخرين . فلا يدلّ الوصف على أعمام وأخوال آخرين ، بل على بنات أخريات للعمّ نفسه والخال نفسه ، لأنّ الموصوف هو البنات .

    ردحذف
  3. لك الحسنى أستاذ لواء الحمداوي ..

    ردحذف