الاثنين، 14 أغسطس 2017

أكبر حجة للغلاة والدواعش أنهم يقولون : قال فلان هؤلاء كفار! - أ. حسن بن فرحان المالكي.

أكبر حجة للغلاة والدواعش أنهم يقولون : قال فلان هؤلاء كفار!
نقول: كل الرسل والرسالات أبطلت حجة (إنا وجدنا آباءنا). قل : هاتوا برهانكم؟
كأنهم لم يقرءوا (إِنَّهم أَلْفَوْا آباءَهم ضالِّين(69)فَهُم علَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ(70)ولَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأوّلِين(71) [سورة الصافات]
هذه الآية وأمثالها حية، لم تمت؛ لكن أهل الضلال ملة واحدة؛ القرآن يقول: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقينيعني (وإلا فأنتم كاذبون)!
اختاروا.
لو يقدمون أدلتهم في مناظرات كاشفة لاكتشف الناس ضلالهم؛ لأن الاحتجاج بــ (وجدنا آباءنا) هو أساس الضلال الذي من أجله أتت النبوات؛ فهذا أول ضلالهم؛ وعندها سيضطرون أن يقولوا: أن هؤلاء يرون كذا وكذا؛ وعندما سنقول : وسلفكم يرون نفس الشيء؛ ولكنهم تجهلون ذلك؛ هما سيتورطون ورطتهم الكبرى! وسيكونون بين خيارين؛ إما أن يتعذروا عن هؤلاء وهؤلاء معاً؛ وإما أن يكفروا هؤلاء وهؤلاء معاً؛ فإذا فعلوا الأولى اعتدلوا؛ وإن فعلوا الثانية خُصموا.
والله لو تتاح مناظراتهم مناظرات علنية مع من يعرفهم تماماً؛ لاعتدال الناس في أسبوع؛ الناس طيبون؛ وفيهم الفطرة ومن حقهم أن يتعلموا الإسلام الأول؛ لا ننكر وجود أمور قد تُعدُّ كفريات عن شذاذ من السنة والشيعة؛ لكن المتطرف يعمم شذوذ طائفة عليها ويخفي الشذوذ نفسه عند طائفته؛ هذه خيانة ومكر.
كل الأمور - بلا استثناء - التي يكفر بها الغلاة طائفة لوجودها في شذاذهم؛ هي عند طائفته وفي شذاذهم أيضا؛ ولكنهم أضلوا العامة بإظهار هذه وإخفاء تلك؛ ولا أريد أن استعرضها الآن؛ لكن من أراد منهم المناظرة فأنا موجود؛ كل شيء - بلا استثناء - يكفرون به الآخر لوجوده في قلة؛ هو موجود في قلة منهم أيضا.
الغلاة ينقلون عن فلان وفلان: أنهم قالوا هؤلاء كفار! طيب؛ وهل هم القرآن أو محمد؟ ثانياً: وماذ قالواعن الدشوش والتصوير والبنوك والرياضة الخ؟
الغلاة يتلاعبون بالجميع؛ يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، سواء من القرآن أو  الحديث أو حتى الفتاوى؛ يلعبون ويخادعون الله والذين آمنوا.  ليسوا جادين؛ إذا جاز للغلاة امتلاك (دشوش)؛ مع أن فتاوى من ينقلون عنهم تقول (من امتلك دشاً فهو في النار)؛ ويردونها لتطرفها؛ فمن حقنا أن نرد فتاوى أخرى متطرفة؛ وإذا جاز للغلاة  ترك فتاوى التصوير بأنواعه (وهم يعرفون آراء أؤلئك الفقهاء الذين يجعلون التصوير وأهله في النار) ، فمن حقنا أن نرد فتاوى أخرى. وأدلة شيوخهم على التصوير - مثلاً -أبلغ وأوضح وأكثر صحة من أدلتهم على تكفير الخصوم؛ سلفهم  القديم كفروا أبا حنيفة؛ فهل هم حجة؟
هل أنقل نصوصهم؟
الغلاة جهلة انتقائيون ماكرون لا يراقبون الله في تقديمهم للعلم؛ هم يتعالمون على العامة و(يتكبتنون) عليهم؛ ومن الواجب حماية العامة منهم، بكشفهم.
الخلاصة: الغلاة لابد ان يكذبوا على الله ورسوله - وهما الحجة علينا وعليهم - وينتقون من أقوال علماء غلاة مثلهم - وليسوا حجة لا علينا ولا عليهم - والذي جعل بعض العلماء متطرفين هم الغلاة أنفسهم - كانوا يلقنونهم أن الفئة الفلانية ترى كذا وكذا؛ وينتقون منهم أشذ الآراء ويعممونها على الجميع؛ فالغلاة هم السبب في غلو بعض العلماء في التكفير؛ وأنا صحبتهم وأعرف أساليبهم؛  وأعرف كيف يضغطون على الفقيه المعتدل- ولو نسبياً - حتى يقول ما يحبون! ومثلما كذبوا على الطائفة الفلانية حتى كفرها بعض العلماء، هم كذبوا في موضوع (الدش)؛ حتى حكم بعض العلماء على مالكه بالنار! ثم تسابقوا عليه!
لا تصدقوا فتاوى العلماء التكفيرية؛ فإن سببها هؤلاء الغلاة من الحواشي والمواشي؛ وإذا صدقتموها فصدقوا أنكم في النار؛ فلهم فتاوى مماثلة في الدش!
إذا حكمتم على الطائفة الفلانية بالكفر والنار لفتوى فقيه متطرف؛ فاحكموا على أنفسكم بالكفر والنار عشرات المرات لفتاوى لنفس الفقيه.
عشرة بواحدة!
الفتاوى المتطرفة ليست في الفرقة الفلانية فقط؛ الفتاوى المتطرفة لسلف هؤلاء ورموزهم تجعل الجميع في النار؛ ولا يتبقى إلا نحو 70 شخصاً في الجنة. فإذا كان الغلاة صادقين فلينقلوا فتاوى هؤلاء العلماء كلها؛ في السنة والشيعة وأصحاب الدشوش والمصورين والبنوك والرياضة والمواثيق الدولية ...الخ؛ فإذا فعلوا؛ فعندئذ نصدقهم أنهم ناصحون؛ ثم نعلمهم معنى الكفر في القرآن، وأنهم وسلفهم لا يعرفون معنى الكفر أصلاً.
الكفر ليس فوضى، له شروط وموانع؛ لكن الغلاة أجبن وأكذب وأمكر من أن ينقلوا فتاوى هؤلاء العلماء في الأمور كلها؛ فيهم وفي غيرهم؛ فهم خادعون مخدوعون؛ وهم سبب الغلو السابق واللاحق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق