الخميس، 24 أغسطس 2017

هل الأفضل قتل كل أطفال النصارى؟ - نقد فتوى لأحد دواعش الكويت - أ.حسن فرحان المالكي. @HsnFrhanALmalki

هل الأفضل قتل كل أطفال النصارى؟
-  نقد فتوى لأحد دواعش الكويت -
لازم فتوى أحد دواعش الكويت (النصار) أن الأفضل قتل كل أطفال النصارى؛ لماذا؟ لأنه يقول أن موت الطفل على الفطرة أفضل له من أن يكبر ثم يكون نصرانياً ثم يدخل النار، فلذلك لا يجوز الحزن على أطفال سقوط الطائرات المدنية إذا كان الركاب من النصارى! ويقاس على هذه الفتوى في أطفال النصارى، أطفال كل (الكفار) بنظرهم؛ فالأفضل أن يموتوا على الفطرة ولا يكبرون ويكفرون!
والفتوى تتضمن أيضاً تمني واستحسان قتل أطفال الفرق الهالكة (وفق منطق الغلاة)؛ كالشيعة والصوفية والإباضية ..الخ؛ الأفضل أن يموتوا على الفطرة؛ وهذه الفتوى الخطيرة سيعقلها كل الغلاة والدواعش؛ وسيقولون بسهولة: والله معقول! صدق الشيخ العلامة عبد الرحمن النصار! ولن يستطيع الغلاة ردها؛ وبعد ذلك يقول الغلاة أنهم أصحاب دين و إنسانية وفطرة ووجه مشرف لنا!
تخيلوا فقط. أنهم يتمنون أن يموت كل أطفال العالم إلا أطفالهم! فكروا فيها!
سأرد على هذه الفتوى الملعونة؛ ولكم بعد توثيقها؛ وهي في حسابه الموثق؛ لم يبدل الا الصورة! وصارت عليها ضجة وقتها؛ هي هذه
👇



أولاً: تمني انقراض الجنس البشري وإزالتهم من الوجود هي من أماني الغلاة؛ فهم يرون أن وجود غيرهم على كوكب الأرض أمر يغضب الله! عقيدة عميقة عندهم.
ثانياً: لا أحمل غلاة اليوم  المسؤولية كاملة، فالتعليم هو المسؤول الأساسي عن انتشار هذه الفكرة الوحشية ونسبتها لدين الله كذباً وزوراً.
ثالثاً: هذه الفكرة الداعشية هي جزء من وهم سابق، بأن الجنة لنا فقط، والبقية في النار، مع إصرارهم على رد آيات القرآن وتمسكهم بالحديث المنكر.
سأتناول الرد - ومن القرآن الكريم – على هذه الفكرة  الخاطئة (فيما يخص أهل الكتاب)؛ ثم نتناول بقية الفرق والأديان التي يحشرونها في النار أيضاً!
الدليل الأول: قال تعالى  {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]
ألا ترون الفرق بين القرآن الكريم وأفكار الغلاة؟ لماذا افترقا؟ لأن الغلاة مع الأحاديث الموضوعة التي تحشر كل الوجود البشري في النار إلا هم! الغلاة يتصورون أن الله على عقيدهم - هكذا تعلموا في المدارس والمذاهب -  فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى!
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهذا الغلو والتطرف والجهل بالله وعدله ورحمته عند غلاة المسلمين أخذوه من غلاة اليهود والنصارى، فغلاتهم سلف غلاتنا، والدليل من القرآن؛ فاسمع: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) } [البقرة: 111، 112]
والآن؛ تعرفون معنى الحديث المتواتر (لتسلكن سنن من كان قبلكم حذو النعل.. ) وفي لفظ الصحيحين- مختصراً  (لتتبعن سنن من كان قبلكم ..... حتى لو أنهم دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: اليهود والنصارى)؟ قال ( فمن)؟)؛ فهذا الحديث الصحيح هو المتفق مع القرآن ومع الواقع من تنافر غلاة الأديان وحكم بعضهم على بعض بالنار، وليس تلك الأحاديث المنكرة التي ابتلعوها؛ فنحن لا ننكر الأحاديث المتفقة مع القرآن الكريم والتي صح إسنادها أيضاً، لكنهم لا يأخذون إلا بالأحادي المنكرة التي تجعل الجميع في النار .
والغلاة حمقى، يقولون:  فما تقول في قوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح)؛ نقول؛ نحن نؤمن بالقرآن كله؛ كفرهم نسبي ككفر الغلاة؛ فالغلاة يكفرون بنصف القرآن تقريباً؛ وخاصة غايات القرآن والأمر بالصدق والعدل وكل شيء جميل؛ ومع ذلك لا نحكم عليهم بالنار ولا نكفرهم بإطلاق؛ فالجمع سهل بين آيات القرآن الكريم؛ فالله وعد من أحسن عملاً منا أو من أهل الكتاب؛ حتى لو وُجد (كفر نسبي) فينا أو فيهم؛ فالمعيار حسن العمل.
بمعنى؛ ليس كل من فيه كفر أو شرك أو نفاق أو معصية يكون في النار؛ ليس بالضرورة؛ إنما من خفت موازينه فقط؛ أي غلبت سيئاتُه حسناتِه؛ فالله عدل رحيم.
أيضاً التقوى عامة ؛ قد تكون في المسلمين وفي أهل الكتاب وفي البوذيين وفي مل الناس - وفق مفهوم التقوى في القرآن - وقد وعد الله المتقين؛ لو كنا نعتقد أن من غطى على آية (كفر بها وصدف عنها) سيكون في النار، فالغلاة سيكونون أول من يستحقون الكفر، أكثر من اليهود والنصارى بكثير.
ثم؛ فوق هذا كله قوله تعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)؛ والله هو البصير بالعباد؛ لا نحن ولا الغلاة؛ هو الذي يعلم بالإنسان ووسعه وظروفه؛ وقد تناولنا هذه الموضوعات - مثل غايات القرآن وعالمية القرآن ومعنى (رب العالمين) .الخ - وفي حلقات مطولة؛ والجهل بها هو أساس تطرف الغلاة وتوحشهم؛ وأنتم تعرفون جيداً أن الغلاة لهم موقف لا إنساني من الأطفال؛ فهذا يفتي بوجوب قتل أطفال المشركين؛ وهذا يفتري على رسول الله أنه قال (هم منهم)؛ إلا أن دواعش الكويت – كالنصار - زادوا على هذا كله بتحريم الحزن على (أطفال النصارى) إذا تم إسقاط طائرة مدنية؛ فالفرحة يجب أن تعم المسلمين!!!! وهذا تدليع منا للغلاة؛ فلا يجوز الفرحة بقتل الكبار الأبرياء؛ فالواجب الحزن على قتل المدنيين من اليهود والنصارى والمسلمين؛  كباراً أو صغاراً؛ بل حتى العسكريين المعتدين؛ إنما تتم مقاتلتهم في الميدان؛ لا بإسقاط الطائرات المدنية؛ لو كانوا فيها.
هذا غدر ولؤم ..
دلع الغلاة يجب أن ينتهي؛  ثم لم يكفلنا الله بإبادة البشرية ولا تمني موتهم؛ بل نهانا عن ذلك؛ لا يجوز أن نظن مجرد ظن، أن الوجود البشري لا يريده الله؛ من قال لكم هذا ؟
والخلاصة: أن فتوى النصار بتحريم الحزن على الأطفال الذين يموتون نتيجة إسقاط طائرة مدنية بحجة أن الأفضل موتهم الآن؛ فتوى متطرفة سخيفة ملعونة؛ وهذه الفتوى تعارض سنن الله في الوجود البشري؛ وتتألى على الله؛ وتزايد على حكمته وعلمه وأنه هو الذي سيفصل بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون؛ وهذه الفتوى لم أجد لها مثيلاً في تراث غلاة السلفية من القرن الثاني؛ لا أدري؛ هل هو اعتدال منهم أم عدم وجود طائرات في عهدهم.
يحتاج لبحث.
وأكبر ما ارتكبه الغلاة في الماضي هو جواز قتل الأطفال فيما يعرف بــ ( التترس )؛ أي إذا صادف وجودهم وجود معتدي يجب قتاله؛ ثم بعض غلاتنا بجواز  قتل الأسرى من الأطفال والنساء إذا قام العدو بذلك من باب (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) ؛ والعقوبة في حق المعتدي فقط؛ وليس في حق الأبرياء من الأطفال،  فهم ليسوا موطن عقوبة أصلاً؛ العقوبة ضد من اعتدى فقط؛ إلا أن فتوى النصار هنا زادت على السابقين واللاحقين؛ وخاصة أنها تلزم بأن الأفضل إبادة أطفال البشرية كلها حتى يموتوا على الفطرة!
فكروا فيها.
وهذا ينسحب على الفرق ( الضالة ) وفق معيارهم المذهبي المتطرف؛ أي أن الأفضل قطع النسل البشري لكل الفرق (الهالكة)، حتى تصفو العقيدة كلها! بمعنى آخر؛ يجب قطع سنة الله في بني أدم، بوجود الاختلاف والتنوع؛ ويجب ألا يبقى في هذا الكوكب إلا الدواعش؛ لأن الله يحبهم كثيراً ويبغض غيرهم! فالغلاة لا يريدون أن يتركوا لله فرصة ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه يوم القيامة؛ كلا؛ يريدون أن يحكموا هم على الناس قبل يوم الفصل.

هذا الغلو لا تظنونه غريباً عنا؛ كلا؛ فالتعليم يعطي اللبنة الأولى وحجر الأساس لبناء هذا الصرح العظيم من الغلو الشيطاني الذي يمسخ الإنسان. وسأواصل كشف دواعش الكويت حباً للكويت وأهلها أولاً؛ والخليح ثانياً؛  فأنا أراهم أخطر على أهل الخليج من غيرهم؛ فهم متغلغلون جداً وجريئون جداً.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم

    ارجو من الشيخ الجليل اعطاء تفسير دقيق للآية:

    وَقَالَ نُوحٞ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ دَيَّارًا ٦٢ إِنَّكَ إِن تَذَرۡهُمۡ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوٓاْ إِلَّا فَاجِرٗا كَفَّارٗا

    فغلاة السنة قد يستشهدوا بتفسير يناسب أهواهم للآية الشريفة ، وغلاة الشيعة ايضا قد يحوموا حول تفاسير تناسب غلوّهم في ان الامام علي عليه السلام لم يقتل فلان الكافر لانه علم انه سيخرج من صلبه مؤمنا، فياحبذا لو تنورنا بتفسيرك للآية الكريمة.

    ردحذف