السبت، 12 أغسطس 2017

#النساء_أكثر_أهل_الجنه (ثلاث اجزاء) - أ. حسن بن فرحان المالكي.

#النساء_أكثر_أهل_الجنه
-         الجزء الأوّل -
هناك حديث آحاد مشهور يفيد أن (النساء أكثر أهل النار) وليس لهذا الحديث حاضنة في كتاب الله، بل الحاضنة تفيد العكس.. كيف؟
في القرآن الكريم معظم الإجرام والظلم والقتل والكبر وسائر المعاصي إنما تصدر من الرجال، والقرآن الكريم مليء بهذا. وللأسف؛ أن أهل الحديث لا يعرضون الأحاديث على القرآن الكريم، فلذلك نجد أكثر ذم القرآن للرجال، والذم للنساء قليل جداً.
النساء هن الأكثر معاناة؛ والأكثر صبراً؛ والأكثر رحمة؛ والأكثر مظلومية الخ؛ وهذا كله يمكن حسابه بالأرقام التقديرية؛ كيف؟
كما أن الرجال عبر التاريخ البشري؛ هم الأكثر سفكاً للدماء بلا حق؛ والأكثر فساداً وطغياناً؛ والأكثر تكذيباً للرسل الخ.
تذكروا أن الله عادل رحيم، وعلى قدر تعبك وآلامك يكون أجرك؛ والله قد قال : (ثم لتُسئلنَّ يومئذ عن النعيم) لا عن الجحيم.
النساء هن غالباً في جحيم من أول التاريخ البشري، ويتعرضن للاضطهاد من القريب والبعيد؛ استعرضوا التاريخ؛ سواء من القرآن أو الواقع؛ لذلك؛ عدل الله ورحمته لا يجمعان على الشخص جحيمين في الدنيا والآخرة؛ فالنساء أكثر أكثر أهل الجنة؛ والرجال أكثر أهل النار.. الله ذكر في كتابه الكريم نماذج من أمم الأرض المكذبة للرسل؛ من تزعم ذلك؟ الرجال أم النساء؟ تذكروا فرعون وقومه مثلاً.
خذوها أمة أمة؛ قوم نوح؛ قوم إبراهيم؛ قوم موسى.... الخ؛ كل الأمم الكافرة والمكذبة والمفسدة قادتها رجال وجمهورها رجال! خذوا السيرة النبوية؛ من كان قادة الكفر والنفاق رجال أم نساء؟ كم  نسبة هؤلاء و هؤلاء؟ واضح.
إذاً؛ أكثر الرجال في النار.
خذوا واقع الناس في العصر الحديث؛ من هم أرباب الحروب وجنودهم؟ من قتل ملايين الضحايا؟ رجال أم نساء؟ أكثر أهل النار رجال؛  صحيح أن من النساء مجرمات وقاتلات و..الخ؛ ولكن الغالب الأغلب من الجرائم؛ والغالب الأغلب من الضحايا؛ بسبب الرجال لا النساء؛ فكيف نرد واقع القرآن الذي نقله؛ من تزعم الرجال لأغلب الشرور التي حصلت لبني آدم؛ من ابن آدم الذي سن القتل إلى فرعون الخ؟ وكيف نرد الواقع الذي نعرفه من التاريخ القديم والحديث؟ من هم القتلة؟ من هم المفسدون؟ الأغلبية الساحقة هم الرجال بلا شك؛ فإذا أقررنا بهذا؛ فكيف نذهب إلى حديث آحاد منكر - وسيأتي تضعيفه - كيف نقدمه على المنقول قرآناً والمعروف تاريخاً وواقعاً؟
أشكو إلى الله من تسلط الشيطان وأوليائه على بني آدم؛ ومحاولته أخذ أتقى بني آدم -وهن  النساء - وحملهن على كراهية الله. أما الحديث فسنننقده في الجزء الثاني؛
وإثبات أنه يخالف القرآن والواقع اللذين يشهدان أن (أكثر أهل النار هم الرجال لا النساء).

_____________
___________________
#النساء_أكثر_أهل_الجنه
- الجزء الثاني-

سبق في الجزء الأول دلائل القرآن والتاريخ والواقع، على أن أكثر أهل النار هم الرجال لا النساء، وذلك لأسباب عدة؛ منها ما ذكره الله عن الأمم الكافرة ومحاربتها للنبوات، كان قادتها رجال وجنودهم كفرعون وجنوده، وليسوا نساء؛ ومنها أن التاريخ ومنها أن التاريخ القديم والمعاصر - بما شهد من ويلات الحروب وإزهاقها الملايين من البشر - قادتها رجال في الجملة لا نساء؛ ومنها أن معظم مجرمي التاريخ - كفرعون وهامان وقارون والحجاج ومعظم بني أمية وبني العباس  وهولاكو وهتلر ...الخ - كانوا رجلاً لا نساء... وعلى هذا فقس.
فأكثر أهل النار هم الرجال لا النساء؛ فهم من يقود الإفساد في الأرض؛ وهم المكذبون؛ وهم المتكبرون؛ وهم الظالمون؛ وهم القادة.. الخ؛ فهم أكثر أهل النار. وهذا ما يتفق عليه القرآن والتاريخ والواقع .. ولكن المسلمين؛ لهجرهم للقرآن؛ اعتمدوا على حديث آحاد منكر قلبوا به هذه الحقيقة رأساً على عقب؛ فزعموا أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله قال (تصدقن معشر النساء فإني أريتكن أكثر أهل النار)! وهو حديث آحاد منكر متهافت كما سنبين تفصيلا؛والحديث روي من ثلاث طرق؛ كلها ضعيفة متناً وإسناداً؛ حتى لو رواه أهل الحديث لتقليدهم من سبق وإغفالهم الأثر السياسي والاجتماعي على الحديث؛ وقبل أن ننقد أسانيد الحديث لننظر إلى متنه، ففيه علل:
أولاً: أنه جعل سبب كونهن أكثر أهل النار لأنهن (يكثرن اللعن ويكفرن العشير) !! وهذا من العجب؛ فالرجال من أكثر الناس لعناً للأخيار، ها هم بنو أمية وولاتهم لعنوا من يحبه الله ورسوله (علياً) على المنابر؛ ولم تفعل ذلك امراة! وهاهم الخطباء وأئمة المساجد - وكلهم رجال - منشغلون باللعن والدعاء على مخالفيهم من المسلمين، وليس هناك امرأة خطيبة في هذا العالم كله!
وأما كفران العشير (الزوج) فالرجال يكفرون نعمة الله كهذا الدين؛ فلم يشكروا نعمة الدين ولا النبي ولا العقل، وعملوا على كفران هذه النعم كلها. وكفران النعم من الرجال أبلغ بكثير من كفران العشير الزوج؛ والنبي لا يقول هذا الكلام أبدا؛ كفران العشير لا يساوي شيئاً عند كفران كل النعم الكبرى؛ ثم كفران العشير هو مشترك بين الرجل والمرأة؛ ولا نعرف نسبة هؤلاء وهؤلاء؛ والظاهر - والله أعلم -  أن كفران الرجل لتضحيات زوجته أبلغ وأكثر وأظلم..
فالحديث من حيث المتن مخالف للقرآن والواقع من حيث كثرة كفران النعم كماً ونوعاً؛ والمرأة تتبع الرجل في اللعن؛ فهم قادته وحماته؛ والعشير مشترك. واستحقاق النار في القرآن الكريم هو على أمور يكون الرجال فيها الأكثر فاعلية من الظلم والإفساد وقتل النفس والتكبر والكذب على الله ورسوله الخ؛ فوضعوا أحاديث كثيرة ضد المرأة وضد النبوة ولتعطيل القرآن والعقل والتفكر وحرف معاني الشكر والتقوى وكل شيء جميل؛ الرجال لهم الصدارة في الاستحقاق؛ صحيح لا نبريء النساء؛ ففيهن من يتبعن الرجال في كفران النعم ولعن الأبرياء؛ وفيهن من يكفرن العشير الصالح، كما في الرجال الصفة ذاتها؛ التصدر للرجال؛ فإذا كان استحاق النار وفق ما ذكره الله في القرآن فالرجال قادة فيه؛ وإن كان الاستحقاق بسبب اللعن فهم من ألعن الناس للناس وكفران العشير مشترك..
في الجزء الثالث  سنتحدث عن رجال الإسناد؛ وكيف أن فيهم من روى الإساءات ضد النبي؛ وفيهم المدلس والمضطرب والضعيف وذي الهوى والمغفل ...الخ؛ وعلى كل: فالقرآن والواقع يدلان أن أكثر من يرتكب موجبات النار هم الرجال؛ وهم الأبعد عن التقوى (كف الأذى والعدوان)؛ وعلى هذا فهم أكثر أهل النار؛ وهذه الأحاديث المفتراة على رسول الله هي من وضع الرجال أيضاً؛ وكل الأحاديث المسيئة لله ولرسوله ولدينه 99% رجالية؛ لا نبريء النساء؛ لكنهم لا نسبة.

__________________
_____________________________

#النساء_أكثر_أهل_الجنه
- الجزء الثالث-
في هذا الجزء وربما الذي بعده، سنوضح ضعف الأحاديث التي يستدلون بها على أن (أكثر أهل النار هم النساء)؛ ويجب أن تعلموا، أن تمسك الغلاة بتلك الأحاديث المنكرة التي يردون بها آيات القرآن ويكرسون بها الواقع الظالم للمرأة ليس من باب التسليم؛ فهم لا يسلمون بالآيات الكريمة التي تعارض اعتقاداتهم ورواياتهم وفتاواهم حتى نصدقهم في المزايدة علينا بأنهم (يسلمون للنصوص)؛ هم خادع مخدوع؛ لو كان الغلاة صادقين بأنهم يسلمون بالنصوص لسلموا بنصوص القرآن في غايات القرآن وحرمة دم من لم يعتدي واستحقاق القاتل للنار ..الخ؛ وحتى السنة؛ لا يسلمون بالأحاديث المتواترة؛ كحديث عمار تقتله الفئة الباغية، وهو متواتر؛ ورغم ذلك يعاندوه ويحبون دعاة النار معاندة للقرآن والسنة؛ ولا يسلمون بأن علياً بمنزلة هارون من موسى - وهو متواتر- ولا بنصوص العقل؛ ولا الحرية.. الخ؛ فهم نتيجة أموية أفكارهم؛ أفكار بني أمية مع تحديث بسيط؛ وبنو أمية هم من سبقوهم لرد نصوص القرآن والسنة بأحاديث ضعيفة؛ أو آراء كما زعم كبيرهم الذي علمهم السحر الذي كان يرد من قطعيات الدين ما لا يعجبه.
 الغلاة جهلة بالتاريخ والأثر السياسي على الجرح والتعديل؛ يمنعون الحكم على دعاة النار بالنار؛ والحكم على أبوي النبي بالجنة؛ أمويون نواصب جهلة؛ والأثر الناصبي الأموي على أهل الحديث عميق جداً؛ ليس في موضوع دعاة الجنة والنار بل في كل شيء؛ ضد العقل والمرأة والصدق والسلم والتقوى الخ؛ الغلاة يتركون الحكم على دعاة النار بالنار؛ ويلحقون أبوي النبي ويقولون أنهم في النار؛ ويلحقون أبا طالب ويروون أن عقله يغلي من النار؛ وهكذا .. فلا تظنوا أنهم أصحاب تسليم للنص؛ فقد اختبرناهم بنصوص القرآن فردوا دلالاتها؛ اختبرناهم بمتواتر السنة فردوا دلالاتها؛ اختبرناهم بالعقل فردوه؛ هم فقط انتقائيون؛ ينتقون من الحديث ما يردون به صريح القرآن؛ ثم ينتقون من ضعيف الحديث ما يردون به صحيحه ومتواتره؛ سماعون للكذب أكالون للسحت.
هؤلاء الذين هم مع ظلم المرأة؛ هم مع ظلم كل شيء جميل؛ ظلموا القرآن والعقل والعدل والصدق والتفكر والسلم والبر والتقوى والإنسانية والفطرة ..الخ؛ كتبت سابقاً عن (أحاديثهم في المرأة)؛ وقبلها أحاديثهم في تسخيف الذات الإلهية ( التجسيم والتشبيه والشاب الأمرد ..الخ)؛ وعن تشويههم لسيرة النبي؛ فليست المرأة وحدها من ظلموها بأحاديثهم المنكرة؛ مظالمهم عامة؛ ونتائجهم نراها في محاصرة كل جميل؛ ونصرة كل قبيح؛ وكل هذا بالكذب على دين الله.
ولا نعمم على أهل الحديث ولا الغلاة؛ فبعضهم متوهم جاهل؛ وبعضهم مقلد؛ وبعضهم وجد فروى ما اشتهر في عصره؛ وكل أهل الحديث تقريباً ضعفاء في القرآن. والحديث الذي يروونه في (أن النساء أكثر أهل النار) حديث منكر، روي من ثلاث طرق عن أبي سعيد وابن مسعود وأبي هريرة وابن عمر.. وكلها لا تصح؛ وقد أخرجه البخاري في صحيحه!
رواه عن سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري - وهو ضعيف؛ زيدبن أسلم مدلس وإن كان ثقة؛ وقد عنعن. وعياض هذا هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي السرح المرتد الذي شفع له عثمان وكان والي عثمان بمصر؛ وأما حديث ابن مسعود فرواه أحمد وغيره؛ وفيه ابن مهانة مجهول؛ وأما حديث أبي هريرة فأضعف وأطول - على عادة أبي هريرة - وحديث ابن عمر مرسل لا يصح؛ والحديث فيه زيادات منكرة من وصف النساء بأنهن (ناقصات عقل ودين)؛ وقد تمسك الغلاة بهذا الحديث ونشروه رغم نكارته ومخالفته للقرآن والواقع. وأهل الحديث رغم جهودهم - كما كررنا - لا يعرضون الحديث على القرآن؛ ولا يحاسبون المتن وفق القرآن؛ ويجاملون الرواة الأمويين = توثيقهم مذهبي لا علمي.
والغلاة يجعلون المرأة في النار ولو على النمص والباروكة؛ ولا يجعلون بني امية في النار ولو على هدم الكعبة واستباحة المدينة ولعن علي وذبح الحسين؛ موازين أهل الحديث يجب أن تراجع؛ ثقافتنا مصابة في الصميم؛ والغلاة يظلمون كل من يقدرون على ظلمه؛ كالفرق المضطهدة والمرأة والرقيق؛ ويعظمون الطغاة.
القرآن لا يجمع على الإنسان جحيم الدنيا والآخرة؛ وبقدر المتاعب في الدينا يخف الحساب في الأخرة؛ طبيعي؛ الغلاة بالعكس، لأنهم إنتاج سياسات ظالمة.

الغلاة لا يأتون البيوت من أبوابها؛ فيبدؤون من الحديث الضعف وهم صاعدون ويُخضعون الأعلى للأسفل؛ والعاقل يبدأ من القرآن وهو نازل ويُخضع به الأدنى؛ لذلك؛ فلن ينكشف الغلاة إلا بمناظرات تكشفهم أمام العامة؛ فقد خدعوا الناس - وبعضهم بحسن نية وتقليد - هم ليسوا مع قرآن ولا سنة ولا عقل ولا صدق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق